(استبيان للنساء فقط )
حول تأخر زواج المرأة العراقية
إعداد
مركز البحوث والدراسات في المنظمة
المبحث الاول :
الاسباب العائلية العرفية :
وتتلخص الاسباب العائلية العرفية برفض الاهل زواج أبنتهم بأن يتقدم شخص لخطبة الفتاة ويعترضون الاهل عليه لوجهة نظر خاصة بهم وغير مقنعة بالنسبة للفتاة بل وحتى لا يأخذون رأيها للشخص المتقدم هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فأن التقاليد والاعراف العشائرية(زواج الاقارب ) أسباب تكمن وراء الرفض بأن يقول الاهل بنت العم للابن العم وبنت الخال للابن الخالة وهكذا ... وأحياناً الاخ يرفض زواج أخته من شخص ما ويقنع العائلة بذلك دون أن يكون أي رأي للفتاة بذلك ، لقد نالت هذه الاسباب اعلى التصويتات عليها فمن مجموع ( 502 ) أمرأة صوتت (101) أمرأة لهذه الاسباب فالمجتمع الشرقي سيطرت عليه العصبية القبلية حتى عصرنا الحاضر وبالرغم من كل التطورات التي حصلت والتقدم العلمي للابوين الا ان العقلية القبلية لم تتغير !!
المبحث الثاني :
الاسباب الاجتماعية :
ان الفارق الاجتماعي بين الشاب والشابة ادى الى اعتراض الاهل على الزواج ،والكثير من شبابنا يعجبون بفتيات ويحلمون بان يكن زوجات لهم في المستقبل ولكن الشباب عندما يصارحون ابائهم بانهم يريدون الزواج بهذه المرأة فانهم يلاقون اعتراض من قبل اسرهم والسبب هو كون الفتاة لاتنتمي الى نفس الطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها الشاب او كونها فقيرة او كونهاغنية او كونها على غير مذهب الزوج ولكنها اسباب لم يحرمها الاسلام فالفقر والغنى واختلاف المذهب ليس من مبطلات الزواج وقد نالت نسبة (95)صوت حيث كثير من النساء قلن بان هنالك شباب اعجبوا بهن ولكن اهلهم رفضوا الفكرة بسبب الفارق الاجتماعي والفارق الاجتماعي بات عقدة هددت شبابنا وشاباتنا والسبب في ذلك هو تخلف الاسر وعدم اقتناعهم بان المال لم يكن ابدا اساسا للسعادة .
المبحث الثالث :
الاسباب الاقتصادية :
هنالك اسباب اقتصادية حالت دون زواج الكثير من النساء فالاهل يطلبون مهور عالية ويفرضون على الزوج توفير مستلزمات معيشية تثقل كاهله ، لقد هذب الاسلام نظام المهور وحارب المغالاة لئلا يكون حاجزاً مادياً ومانعا من انتشار الزواج واقامة الاسرة ولننصت للقرأن الحكيم وهو يحدثنا عن مبادئه وقيمه الانسانية في الزواج " وأنكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وأمائكم أن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم وليستعفف الذين يبتغون الكتاب لما ملكت أيمانكم فكاتبوهم أن علمتم فيهم خيراً " _ النور 32 ). فالايات واضحة والدعوة الى الغاء الفوارق الطبقية واضح ولكن بالرغم من ذلك لحد الان هنالك أسر كثيرة تطلب مهور عالية والدليل على ذلك صوتت( 199) أمرأة على الاسباب الاقتصادية يقول الامام علي (ع) : " علمت أن رزقي على الله فاطمئن قلبي ". فالغنى والفقر من الله ولا يبقى غني على غناه ولا فقير على فقره والشواهد كثيرة للعيان !!!
أن المرأة هي قاعدة الاسرة وحجز الزاوية في بنائها والقلب الحبيب الذي يفيض بمشاعر الود والرحمة والسكينة عليها : " ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن في ذلك لايات لقوم يتفكرون "
فهي مصدر السكينة والطمأنينة والاستقرار النفسي بالنسبة للرجل وهي مركز الاجتماع والالتقاء الذي يحمي الابناء من الضياع والتشرد وهي منبع الحنان والود والرحمة لكل من الزوج والابناء لذا كانت الاسرة ضرورة نفسية وأجتماعية وقانونية وتنظيمية لانها الوحدة البنائية واللبنة الاساسية في بناء المجتمع والدولة والحياة الانسانية ، وكلما صلحت الاسرة وقوي بناءها وأحكمت أواصر العلاقة بين أفرادها كلما كان المجتمع سليماً والحياة خالية من التعاسة والشقاء النفسي والعكس صحيح تماماً فكلما أنهارت الاسرة وتقطعت الاواصر بين أفرادها كلما حل التشرد والضياع والاحساس بالوحشية والغربة والكابة وفقد الانسان عبقات الحب وغاب من دنياه الاحساس بالعطف والحنان فكل ذلك يؤثر وبصورة مباشرة على المجتمع الذي يعيش فيه ، فكل الدراسات النفسية والاحصاءات العلمية تؤيد على أن سبب الضياع والجريمة وأنهيار الشخصية عند الكبار يعود بشكل أسلسي الى التعاسة التي عاناها الطفل في ظل الاسرة ، من هنا كانت الاسرة ضرورة أجتماعية ونفسية وغريزية واتنظيمية وأقتصادية ومؤسسة تربوية فالزواج الصحيح يؤدي الى تكوين الاسرة الصالحة .
مما سبق يتضح أن الزواج ضرورة من ضرورات الحياة كما حث الاسلام على السعي في التزويج والشفاعة فيه وأرضاء الطرفين فقد روي عن الامام علي (ع) أنه قال : " أفضل الشفاعات أن تشفع بين أثنين في نكاححتى يجمع الله بينهما " . وعن الامام الكاظم (ع) قال: "ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة ، يوم لا ظل الا ظله ، رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سراً "
فهذه المنظومة من الافكار والمفاهيم وقواعد التشريع التي وردت في القرأن الكريم ، والسنة الشريفة حملت الينا الوضوح الكامل للقيم الانسانية والفهم السليم للزواج والدعوة الى بناء الاسرة وتكوينها لانها عش السعادة وذراع الحب وقد أرتأن نساء المنظمة أن يقمن بأستبيان عن أسباب تأخر زواج المرأة العراقية من خلال لأستطلاعات لرأي مجموعة من النساء اللواتي تتجاوز أعمارهن الثلاثين من النساء الخريجات والعاملات والموظفات والفلاحات وربات البيوت وحتى المتزوجات منهن واللاتي يخفن على مستقبل بناتهن وقد وضعن مجموعة من الاسباب التي أدت الى تأخر الزواج وأعطين حاولا للتلافي وحل هذه المعضلة وفيما يلي الاسباب وما حصلت عليه من نتائج وفق أرائهن .
المبحث الرابع :
الاسباب النفسية :
هنالك جملة من اسباب نفسية أدت الى تأخر الزواج من وجهة نظر بعض الاسر فخوف الفتاة من تحمل المسؤوليةوخوف الاهل من تزويج بناتهم وايضا تردي العلاقة الزوجية بين الاب والام تؤدي الى تأخر الزواج ، فكلما تأخرت الفتاة في بيت أبيها كلما اضطربت حالتها النفسية فالاسرة السعيدة يكون جوها مفعماً بالحب والجمال والحنان وبالتالي يؤثر على سلوك أفرادها لذلك نجد الاسلام يوصي المرأة بأعتبارها منبع الحب ومستودع الجمال ومصدر الاستقرار والطمأنينة في البيت يوصيها بأن تحص على خلق جو عائلي مفعم بهذه الروح .
وقد صوتت (53) أمرأة للاسباب النفسية فكثير من الفتيات للاسباب النفسية فكثير من الفتيات قلن بأنهن يخفن من تحمل المسؤولية وأن هنالك رجال تقدموا لخطبتهن ولكنهن فضلن عدم الارتباط لخوفهن من تحمل المسؤولية وفضلن تكملة دراستهن .
المبحث الخامس :
الاسباب العلمية :
أن الاسباب العلمية باتت مشكلة تهدد الزواج فكثير من النساء العراقيات فضلن أكمال دراستهن أما الرجال فأنهم وبسبب الظروف المعيشية السيئة فقد تركوا المدارس والكليات وأنصرفوا الى الاعمال الحرة لضمان العيش الكريم لعوائلهم فأصبحت الفتاة طالبة دكتوراه أو ماجستير والشاب عامل ، أو بائع أو سائق أو حمال مما أثر على نفسية الفتاة لتفوقهم العلمي يفرض عليها أحياناً أن ترتبط بشخص يشابه مستواها العلمي أو أعلى منه فسبب ذلك رفضها للزواج فقد صوتت (32) أمرأة على الاسباب العلمية وأكدن على أكمال دراستهن والتفوق العلمي في حياتهن أفضل من الزواج ، ولو أنه رأي مؤقت يعكس المرحلة الراهنة اللاتي يكن بها ولكن بعد سنوات ستكتشف الفتاة أنها كانت تستطيع أن تصل الى مراحل وسط قبل التسرع بالرفض .
المبحث السادس :
الاسباب السياسية :
لعل أهم أسباب تأخر زواج المرأة العراقية الصابرة هي الاسباب السياسية ففقدان الكثير من شبابنا في الحرب العراقية الايرانية وحرب الخليج والانتفاضة الشعبانية وسقوط النظام ومروراً بالانفجارات التي يقوم بها الصدامين والتكفيريون أودت بحياة الكثير من شبابنا وأصبح عدد النساء أكثر من الرجال وأن الرجال الذين بقوا فأنهم سدوا مكان أبائهم واخوانهم في توفير الحياة الكريمة لاسرهم فأرجئوا الزواج الى أشعار أخر .
لقد صوتت (35) امرأة على الاسباب السياسية فالكثير من شاباتنا عقد قرانهن على الشباب ولم يرجعوا من المعركة وظللن يأملن أن يكونوا أسرى حرب ولكن وبعد تسليم جميع الاسرى أنصدمن بعدم رجوعهم ولكن كان قطار العمر قد فات وأن الخريف أنذر بتساقط الاوراق الخضراء من ربيع عمرهن .
المبحث السابع :
الاسباب الاخرى :
لم تعد أهمية الكثير من النساء الى الاسباب المتقدمة ولم تعتبرها سببا في تأخر زواجها ولكنهن كتبن مجموعة من الاسباب أعتقدن أنها السبب في تأخر زواجهن (19) امرأة ارجأت سبب تأخر زواجها الى القسمة والنصيب !!! بينما (5) امرأة ذكرن بأن والدتها تحتاج الى رعاية خاصة لانها مصابة بالشلل أو أمراض القلب أو أمراض الصدر أو أمراض المفاصل وغيرها ...
وهنالك نساء يحسدن لصراحتهن حيث أعلن بأن هنالك عوق في جسمها أدى ألى تأخر زواجها (9) منهن في الوقت الذي يعلمن جيداً أن هنالك نساء يعانين من نفس العوق ومتزوجات ولديهن أبناء وبنات ، وبعض الفتيات اعلن وبصراحة وعددهنّ (24) بانه لم يتقدم لهن ّ خطيب ، والبعض ذكرت بأن شخصياتهن ّ العدوانية وأسلوبهن الهمجي ادى الى تقرب الرجال لخطبتهنّ واحداهن فلاحة ذكرت بأنها تعمل في بستان أهلها اي حاجة اهلها لها منعتها من الزواج واحداهن ذكرت بأنها علوية واهلها يرفضون اي شخص اذا لم يكن علوي بل بعض الأسر يرفضون زواج ابنتهم من شخص يختلف بالمذهب ولكن العراق ومنذ زمن بعيد معروف عنه لم يفرق بين سنس وشيعي فالأم سنية والأب شيعي وبالعكس ولكن هنالك تعصب بسيط من قبل بعض العوائل القليلة ونقول في الختام بأنه لا المال ولا الطبقة ولا اللون ولا الجمال الحسي يصلح لأن يكون عقبة في طريق الزواج انما المقياس هو الصلاح والتقوى وحسن الخلق فتلك قيم الأسلام ومبادئه التي يستمد بها من روحه الأسلامية ونظرته الموضوعية للنوع البشري وحقيقة النشاط والظواهر الأجتماعية والجدول البياني التالي يوضح ما صوتت عليه جملة من النساء عن اسباب تأخر الزواج ....
عدد الطالبات
الخاتمة
ان الأسلام بعد ان حدد مفهومه ونظرته للزواج قرر انه علاقة كونية ونظام يمارس الأنسان فيه عملية الأرتباط التشريعي ، نظر الى المهر نظرة ثانوية وارتفع بالعلاقة الزوجية فوق الارباح والمنافع المادية فحطم كل المفاهيم التي جعلت المهر ثمنا ً للمرأة وصنعت من تكاليف الزواج المادية عقبة في الطريق وجعل - رضا الطرفين - الزوج والزوجة - ركني العلاقة الزوجية وسبب انشاء الزواج وليس المال الا هبة او منحة يقع العقد الشرعي عليه فتذكر وتسمى عند انشاء العقد ولم يحدد الأسلام مقداراَ محدداَ من المال بل اجاز انشاء عقد الزواج على اقل مهر ترضى به الرأة ولو قلنا هل هنالك حلول مقترحة لتلافي اسباب الزواج نقول نعم ، فممكن ان تتبنى وسائل الأعلام تثقيف الأسرة بضرورة التخلي عن العادات والتقاليد البالية والتمسك بزواج ابن العم من بنت العم ومعتقداتهم بأن المهر العالي والمؤخر العالي كفيل بنجاح الزواج وكل ما من شأنه النهوض بالشباب وتوعية العوائل من خلال وسائل الأعلام المتاحة من تلفزيون وراديو وجرائد ومجلات الخ... هذا الواجب الاعلامي أما الواجب السياسي المطلوب من الحكومة على وجه الخصوص فيتضمن توفير فرص عمل مناسبة للشباب بصورة عامة وللخريجين على وجه الخصوص وتحسين رواتبهم بحيث تكون كافية لتكوين أسرة ولو على حد الكفاف هذا من جهة ومن جهة أخرى فهنالك أمكانية توزيع شقق سكنية أو قطع أراضي بأسعار مدعومة من الدولة وعلى شكل أقساط تمكن الشباب من دفعها شهريا أو سنويا كي تساعده على الحفاظ على أسرته داخل منزله كونه هو بنفسه أو بمساعدة زوجته أذا كانت عاملة وأحياناً تقف عقبة في طريق الزواج غرف نوم العرسان وهناك أمكانية لتوفيرها من خلال بيعها بأقساط مريحة ومدعومة من قبل الدولة والقطاع العام يكفل هذه العملية، وايضاً مروراً في مراسيم الزواج ومتطلباتها فممكن أن تتبنى منظمة أو جمعية أو منتدى من منتديات أو منظمات المجتمع المدني ىمسؤولية ذلك من خلال عمل زفاف جماعي لاسعاد العرسان وزرع روح الحب والحنان والعطف في نفوسهم.
ملاحظة . هذا الموضوع منقول عن مركز الدراسات والبحوث في منظمة المرأة العراقية
أبو الهيل